وجاءت العشر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ،،،
فها قد جاءت العشر الأواخر من شهر رمضان لتذكرنا ببعض الأمور والتي منها :
قول الله عزوجل : ( وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ (140)) آل عمران ، وبقوله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ (185)) آل عمران ، وبقوله جل جلاله : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)) الرحمن ، بالأمس القريب كنا ننتظر شهر رمضان وهانحن في العشر الأواخر منه فهل من متعظ ومدكر ؟
قال الحسن البصري رحمه الله : ياابن آدم إنما أنت أيام إذا ذهب يوم ذهب بعضك !
وأخبر صلى الله عليه وسلم عن نفسه والدنيا فَقَالَ : « مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا مَا أَنَا في الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا ». رواه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وجاءت العشر لتذكرنا بالإحسان قال صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ » رواه مسلم.
غدا توفي النفوس ما كسبت --- ويحصد الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم --- وإن أساءوا فبئس ما صنعوا
الإحسان : « أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ » رواه البخاري. هكذا عرفه صلى الله عليه وسلم .
فعليك بمراقبة الله في السر والعلن وفي القول والعمل وفعل الخيرات على أكمل وجه وابتغاء مرضاة الله عزوجل ، ومن إحسانك لنفسك أن تبعدها عن الحرام، ولا تفعل إلا ما يرضي الله، وبذلك تطهِّر نفسك وتزكيها، وتريحها من الضلال والحيرة في الدنيا، ومن الشقاء والعذاب في الآخرة، قال تعالى : (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا (7)) الإسراء .
وجاءت العشر لتذكرنا بأن الحسنات يذهبن السيئات ( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ (114) ) هود ، ويقول عزوجل : ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31)) النساء.
ويقول صلى الله عليه وسلم : « اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ »رواه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
ويقول صلى الله عليه وسلم : « الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ » رواه مسلم.
فجاءت العشر لتقول لك ياعبداله اتق الله والتزم بطاعته وابتعد عن معصيته يكفر عنك مافات .
أقبل على النفس واستكمل فضائلها
فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
فالحياة في الطاعة ألذ من الحياة في المعصية ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا (122) ) الأنعام .
قال جعفر بن محمد رحمه الله : من نقله الله من ذل المعصية إلى عز الطاعة أغناه بلا مال وآنسه بلا أنس وأعزه بلا عشيرة.
هذا الدليل لمن أراد --- غنى يدوم بغير مال
وأراد عزا لم توطـ --- ده العشائر بالقتال
ومهابة من غير سلـ --- طان وجاها في الرجال
فليعتصم بدخوله --- في عز طاعة ذي الجلال
وخروجه من ذلة الـ --- معاصي له في كل حال
وجاءت العشر لتذكرنا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيها قالت عَائِشَة رضي لله عنها : كَانَ النَّبي صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ . رواه البخاري.
وهذا دليل على اجتهاده صلى الله عليه وسلم في العبادة واعتزاله للنساء ودعوته لأهله لعبادة الله تعالى متمثلا قول الله عزوجل : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ (132) ) طه .
وكان صلى الله عليه وسلم يقول : « أَيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الْحُجَرِ ، فَرُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الآخِرَةِ » رواه البخاري.
أي كاسية بنعم الله عزوجل في الدنيا عارية من شكره والإيمان به فهي عارية يوم القيامة من رحمته والعياذ بالله .
ومن هديه صلى الله عليه وسلم أنه كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ . رواه البخاري .
وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ.رواه مسلم.
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه يتحرى ليلة القدر ويقول : « فَالْتَمِسُوهَا في الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ ، وَالْتَمِسُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ » . رواه البخاري.
أي أنها تكون في الوتر من العشر الأواخر فيا سعادة من نال بركتها وحظي بخيرها فالمحروم من حرم خيرها قَالَ صلى الله عليه وسلم في فضائل شهر رمضان : « فِيهِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ ». مسند أحمد 12/134 وصحح إسناده أحمد شاكر.
ويستحب الإكثار من الدعاء فيها قالت عَائِشَةَ رضي الله عنها : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا قَالَ « قُولِى اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى ». رواه الترمذي وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وقد تكون في ليلة السابع والعشرين وقد تكون في غيرها من ليالي الوتر من العشر الأواخر فاحرص على كل الليالي ياعبدالله ولاتكن ممن يأتي فقط في ليلة سبع وعشرين ويترك باقي الليالي !!!
قال ابن رجب رحمه الله : العفو من أسماء الله تعالى، وهو يتجاوز عن سيئات عباده ، الماحي لآثارها عنهم ، وهو يُحبُ العفو ؛ فيحب أن يعفو عن عباده ، ويحب من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض ، فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه ، وعفوه أحب إليه من عقوبته ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول « أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ ». رواه مسلم.
قال يحيى بن معاذ : لو لم يكن العفو أحب الأشياء إليه لم يبتل بالذنب أكرم الناس عليه...وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ، ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحاً ولا حالاً ولا مقالاً، فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر . لطائف المعارف ص 230-231 .
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ رضي الله عنه قَالَ : قال النَّبِي صلى الله عليه وسلم « طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ في صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا ». رواه ابن ماجة ، قال الشوكاني في تحفة الذاكرين : إسناد ابن ماجه صحيح .
فأكثر من طلب العفو والاستغفار ياعبدالله نسأله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ووحدانيته أن يعفو عنا وأن يغفر لنا خطايانا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ،،،
فها قد جاءت العشر الأواخر من شهر رمضان لتذكرنا ببعض الأمور والتي منها :
قول الله عزوجل : ( وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ (140)) آل عمران ، وبقوله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ (185)) آل عمران ، وبقوله جل جلاله : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)) الرحمن ، بالأمس القريب كنا ننتظر شهر رمضان وهانحن في العشر الأواخر منه فهل من متعظ ومدكر ؟
قال الحسن البصري رحمه الله : ياابن آدم إنما أنت أيام إذا ذهب يوم ذهب بعضك !
وأخبر صلى الله عليه وسلم عن نفسه والدنيا فَقَالَ : « مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا مَا أَنَا في الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا ». رواه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وجاءت العشر لتذكرنا بالإحسان قال صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ » رواه مسلم.
غدا توفي النفوس ما كسبت --- ويحصد الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم --- وإن أساءوا فبئس ما صنعوا
الإحسان : « أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ » رواه البخاري. هكذا عرفه صلى الله عليه وسلم .
فعليك بمراقبة الله في السر والعلن وفي القول والعمل وفعل الخيرات على أكمل وجه وابتغاء مرضاة الله عزوجل ، ومن إحسانك لنفسك أن تبعدها عن الحرام، ولا تفعل إلا ما يرضي الله، وبذلك تطهِّر نفسك وتزكيها، وتريحها من الضلال والحيرة في الدنيا، ومن الشقاء والعذاب في الآخرة، قال تعالى : (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا (7)) الإسراء .
وجاءت العشر لتذكرنا بأن الحسنات يذهبن السيئات ( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ (114) ) هود ، ويقول عزوجل : ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31)) النساء.
ويقول صلى الله عليه وسلم : « اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ »رواه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
ويقول صلى الله عليه وسلم : « الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ » رواه مسلم.
فجاءت العشر لتقول لك ياعبداله اتق الله والتزم بطاعته وابتعد عن معصيته يكفر عنك مافات .
أقبل على النفس واستكمل فضائلها
فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
فالحياة في الطاعة ألذ من الحياة في المعصية ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا (122) ) الأنعام .
قال جعفر بن محمد رحمه الله : من نقله الله من ذل المعصية إلى عز الطاعة أغناه بلا مال وآنسه بلا أنس وأعزه بلا عشيرة.
هذا الدليل لمن أراد --- غنى يدوم بغير مال
وأراد عزا لم توطـ --- ده العشائر بالقتال
ومهابة من غير سلـ --- طان وجاها في الرجال
فليعتصم بدخوله --- في عز طاعة ذي الجلال
وخروجه من ذلة الـ --- معاصي له في كل حال
وجاءت العشر لتذكرنا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيها قالت عَائِشَة رضي لله عنها : كَانَ النَّبي صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ . رواه البخاري.
وهذا دليل على اجتهاده صلى الله عليه وسلم في العبادة واعتزاله للنساء ودعوته لأهله لعبادة الله تعالى متمثلا قول الله عزوجل : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ (132) ) طه .
وكان صلى الله عليه وسلم يقول : « أَيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الْحُجَرِ ، فَرُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الآخِرَةِ » رواه البخاري.
أي كاسية بنعم الله عزوجل في الدنيا عارية من شكره والإيمان به فهي عارية يوم القيامة من رحمته والعياذ بالله .
ومن هديه صلى الله عليه وسلم أنه كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ . رواه البخاري .
وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ.رواه مسلم.
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه يتحرى ليلة القدر ويقول : « فَالْتَمِسُوهَا في الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ ، وَالْتَمِسُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ » . رواه البخاري.
أي أنها تكون في الوتر من العشر الأواخر فيا سعادة من نال بركتها وحظي بخيرها فالمحروم من حرم خيرها قَالَ صلى الله عليه وسلم في فضائل شهر رمضان : « فِيهِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ ». مسند أحمد 12/134 وصحح إسناده أحمد شاكر.
ويستحب الإكثار من الدعاء فيها قالت عَائِشَةَ رضي الله عنها : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا قَالَ « قُولِى اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى ». رواه الترمذي وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وقد تكون في ليلة السابع والعشرين وقد تكون في غيرها من ليالي الوتر من العشر الأواخر فاحرص على كل الليالي ياعبدالله ولاتكن ممن يأتي فقط في ليلة سبع وعشرين ويترك باقي الليالي !!!
قال ابن رجب رحمه الله : العفو من أسماء الله تعالى، وهو يتجاوز عن سيئات عباده ، الماحي لآثارها عنهم ، وهو يُحبُ العفو ؛ فيحب أن يعفو عن عباده ، ويحب من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض ، فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه ، وعفوه أحب إليه من عقوبته ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول « أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ ». رواه مسلم.
قال يحيى بن معاذ : لو لم يكن العفو أحب الأشياء إليه لم يبتل بالذنب أكرم الناس عليه...وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ، ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحاً ولا حالاً ولا مقالاً، فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر . لطائف المعارف ص 230-231 .
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ رضي الله عنه قَالَ : قال النَّبِي صلى الله عليه وسلم « طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ في صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا ». رواه ابن ماجة ، قال الشوكاني في تحفة الذاكرين : إسناد ابن ماجه صحيح .
فأكثر من طلب العفو والاستغفار ياعبدالله نسأله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ووحدانيته أن يعفو عنا وأن يغفر لنا خطايانا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.