ما الايام في هذا الكتاب إلا أيام أتت وولت على طه حسن يسردها في هذا الكتاب ليقص بها قصة حياته. طفولته في قريته وشقاوته مع شيخه ثم الإنتقال إلى أعمدة الأزهر حيث كان يتجلى كل أمل أبيه أن يراه عالما يعتكف على إحدى تلك الأعمدة يدرس فيها طلابه. ذهب طه حسين إلى الأزهر وفي مخيلته صورة جميلة عن الأزهر لم تزل حتى أقتحم القاهرة وعاش وتنقل بين صحون وأعمدة الأزهر وعاش فيها ما عاش ورأى فيها ما رأى. لا أريد أن أحرق لكم ورقة هذا الكتاب الممتع. سيرة ذاتية جميلة حيادية وموضوعية رأيت فيها من التواضع ومن الشجاة والإعتراف بالأخطاء والصبرعلى مصائب الحياة دعتني إلى أن أسأل نفسي هل كنت لأكافح وأجاهد هذه الحياة وأرضي طموحي إذا فقدت بصري في يوم من الأيام؟ هل تظلم الحياة بذهاب نور البصر أم تنطفأ شمعتها بظلمة الإصرار والتحدي؟ إجابة السؤال تجدها في سيرة هذا الإنسان
يتكون الكتاب من ثلاثة أجزاء:
الجزء الأول: يتحدث فيه طه حسين عن طفولته بما تحمل من معاناة، ويحدثنا عن الجهل المطبق على الريف المصري وما فيه من عادات حسنة وسيئة في ذلك الوقت.
الجزء الثاني: يتحدث عن المرحلة التي امتدت بين دخوله الأزهر وتمرده المستمر على مناهج الأزهر وشيوخه ونقده الدائم لهم وحتى التحاقه بالجامعة الأهلية.
الجزء الثالث: يتحدث فيه عن الدراسة في الجامعة الأهلية، ثم سفره إلى فرنسا وحصوله على الليسانس والدكتوراه ودبلوم الدراسات العليا ثم العودة إلى مصر أستاذاً في الجامعة.