الرواية: نهر بلا شطآن
مؤلف الرواية:إبراهيم خريط
الحجم: 166 KB
مقتطف من الرواية:
ما إن غادرت الحافلة مركز الانطلاق من دمشق، حتى انفرجت أسارير الوجوه المشدودة والجباه المقطّبة. زالت علامات الضيق والضجر، وسـاد جو من الهدوء والسكينة، تخللته همهمات وهمسات وكلمات ود ومجاملة .
عبد الله الذي كان صامتاً حتى هذه اللحظة، ينقل بصره بين ساعة يده وساعة الحافلة الرقمية التي تجاوزت العاشرة صباحاً بأربع عشرة دقيقة خرج عن صمته وقال بمرارة واستهجان :
ـ لو أنهم يتقيدون بالموعد المحدد !
التفت إليه شاب يصغره بأعوام قليلة وعقّب ساخراً، كأنه يرد على صديق تربطه به معرفة قديمة :
ـ يا أخي .. ( مو ) معقول .. كأنك لست من (هنا ) !. هل تريد أن نغيّر طبيعتنا و نتخلى عن هويتنا ! ما قيمة ربع الساعة أو الساعة ؟ ما قيمة اليوم والشـهر.. ؟ ما قيمة العمر كله ؟
ثم التفت يميناً ويساراً ومال بجسمه نحو عبد الله كما لو أنه يهمس بسر خطير يخشى أن يسمعه أحد، وقال بصوت خافت :
ـ يا أخي .. لا أحد يكترث بالوقت أو يتقيد بالمواعيد .. إنهم يرون في التأخيــر وجاهة وعلو قدر ومنزلة. كأن الله رفعهم فـوق غيرهم درجات....
للتحميل: إضغط هنا
أو: رابط يحتوي على عدة مواقع للتحميل
أو: رابط على Mediafire